برنامج نبض المجتمع: منظومة وطنية رائدة تجسد الشراكة بين الحكومة والمجتمع

   

 

 يعد برنامج نبض المجتمع الذي أطلقته هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية  (TDRA)عام2024، إحدى أبرز المبادرات الوطنية في مجال المشاركة المجتمعية الرقمية. وقد صُممت لتكون منصة جامعة تعزز التعاون بين الحكومة والمجتمع، من خلال إشراك مختلف الفئات – من طلاب المدارس والجامعات، إلى الأكاديميين ورواد الأعمال والموظفين الحكوميين – في طرح التحديات الحكومية والعمل سوياً على إيجاد حلول مبتكرة عملية قابلة للتنفيذ تسهم في الارتقاء بجودة الحياة وتعزيز التنمية المستدامة.

يتميز البرنامج بالشمولية، إذ فتحت المجال أمام الطلاب والأكاديميين ورواد الأعمال والموظفين وأصحاب الخبرات للمساهمة في صياغة المستقبل من خلال الإبداع والعمل التعاوني.

 

من هاكاثون الإمارات إلى منظومة مستدامة

انطلق البرنامج بخطوة نوعية عبر هاكاثون الإمارات، الذي شكّل نقطة البداية لرحلة الابتكار المجتمعي. فقد جمع المبتكرين من مختلف الشرائح ضمن بيئة عمل تعاونية مكثفة لتوليد أفكار خلاقة وتحويلها إلى نماذج أولية قابلة للتطبيق. هذا الحدث كان الشرارة الأولى التي مهدت الطريق لتأسيس منظومة مستدامة تتجاوز مجرد فعالية مؤقتة.

 

برامج تدريب واحتضان للأفكار

لم تتوقف الرحلة، بل استمرت عبر برامج تدريبية وورش عمل متخصصة صُممت لصقل مهارات المشاركين وتطوير أفكارهم. وفي مراحل لاحقة، أُدرجت المشاريع الواعدة ضمن برامج احتضان رسمية وفرت الدعم الفني والاستشاري والتمويلي، مما مكنها من التحول إلى مشاريع عملية ذات أثر مجتمعي ملموس.

 

تعزيز ثقافة الابتكار بين الشباب

أحد أهم إنجازات البرنامج هو قدرتها على تمكين الشباب وإشراكهم في بيئات عمل تحاكي التحديات الواقعية، بما ساهم في تأهيل جيل جديد من المبتكرين ورواد الأعمال. لقد اكتسب المشاركون خبرات عملية في العمل الجماعي، إدارة المشاريع، والتعامل مع أحدث التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء.

 

شراكة بين الحكومة والمجتمع

لم يقتصر البرنامج على توليد الأفكار، بل لعب دورًا محوريًا في تعزيز الشراكة بين القطاعين الحكومي والمجتمعي. إذ وفر للجهات الحكومية قناة مباشرة للاستماع إلى المجتمع والتفاعل مع مقترحاته وحلوله، مما ساعد على بناء الثقة وترسيخ مفهوم الحكومة المفتوحة والتشاركية.

 

أثر مستدام ورؤية مستقبلية

اليوم، يشكل برنامج نبض المجتمع نموذجًا متكاملًا يبدأ من طرح التحديات، مرورًا بابتكار الحلول، وصولًا إلى تحويلها إلى مشاريع قابلة للتنفيذ. وهي بذلك تجسد رؤية الإمارات نحو إشراك المجتمع في صناعة المستقبل، وترسخ مبدأ أن الحلول الأكثر استدامة هي تلك التي تنبع من المجتمع ولأجل المجتمع.

وبذلك يشكل برنامج نبض المجتمع منظومة متكاملة يبدأ من طرح التحديات الوطنية، مرورًا بابتكار الحلول وصقلها عبر التدريب والاحتضان، وصولًا إلى تحويلها إلى مشاريع عملية قابلة للتنفيذ،إنه برنامج تجسد الشراكة الحقيقية بين الحكومة والمجتمع، وتترجم طاقات الأفراد الإبداعية إلى إنجازات ملموسة تعزز جودة الحياة وتدعم مسيرة الإمارات نحو الريادة العالمية في الابتكار والتحول الرقمي.